رمق الحياة

هات قلمي، أعطني أملي، حرِّر أحلامي، ما عدتُ أرى للدنيا جمالاً.

منذ أن اغْتصبتَ أرضي، منذ أن هَدرتَ دمَ أجدادي، منذ أن قَلعتَ أشجارًا تزيِّن ربوعي، منذ أن هَدمتَ بيوتًا تسترُ حرمتنا.

أتتعالى، أتتكبر، أتتجبر، أتَحرقُ زهرةَ الشباب؟!
أتنهي أحلامًا ورديَّة لدى أطفال أرض الرباط؟!

أتسرقُ أطيافَ المستقبل من عيون البراءة، في أرض أفغانستان والعراق؟!
أتريدُ أن تجتثَّ جذور الجيل الصاعد، من حول الجبال البيضاء في أرض الشيشان؟!

كفى، إنَّ أبناء الإسلام للمجد والعزِّ سينهضون.

أَسْتهانة، أإساءة، أَسْتهتار، أَسْتخفاف؟! فكفى أيها الأحلام الفارسية الرافضية.

إنَّ المجد للحقِّ من عند الحقِّ، وليس المجد لمن بعد عن الحقِّ.

عودوا يا حماة الديار، كما تعود الطيور لبيوتها لترقدَ مطمئنة.

إنَّ مجد الإسلام يَحِنُّ إليكم، كما تحن صغار الطيور لأمها؛ لتنعمَ بدفء حنانها بين جناحيها.

ما لكم لا تسمعون ضربات أرجل الخيل التي يَصرخُ الغبار من شدة ضرباتها المستنفرة لدموع أمة الإسلام الحائرة بنظرها، تَبحثُ عن مخلِّصٍ، فهبَّ يا أسد الإسلام.

كن مخلصًا لها، كن نورًا يُعيدُ لها رمقَ الحياة.

أما آن لك أن تبصرَ حرمةَ الإسلام تُنتهكُ، القرآن يمزَّق، النبي يستهزأُ به، المساجد تغلق؟! أبوابها تَصرخُ: أين روَّاد الإيمان؟! أين حماة الحق؟! جراثيم حوثية تهدِّدُ البيت الحرام، اسحقيها أيتها الأيدي والأقدام المتطهرة، هي ومن خلفها من قطعان مرتدة.

يا ملك الملوك يا الله، انصرنا ولا تخذلنا، أعنَّا ولا تُعنْ علينا، اجعل الإسلام يَعمُّ مشارقَ الأرض ومغاربها، اشرح صدورنا بنصرٍ طالَ انتظارُه لأمة طال هوانها، وأبدلنا من الهوان والذلة كرامة وعزًّا وصلاحًا...

وصل اللهم على عبدك ورسولك محمد وسلم تسليمًا، والحمد لله رب العالمين.